تجربة الدكتور إبراهيم أبو هادي مع الصيام مضمخة برائحة الفل ونابعة من ذاكرة تغذت على النقاء والحب والسلام. ويروي حكايته مع الصيام في قرية جنوبية تقع على ضفاف وادي وساع وشهدان في زمن لم تكن الكهرباء حينها قد دخلت إليها، وكان الصوم في الهجير يحمّل الكبار عناء كبيرا فكيف بالصغار حينذاك.
يذكر أن والده (رحمه الله) وهو يدربهم على الصوم حين يرى الإعياء قد بلغ منهم مبلغه يقول: الإفطار لمن في أعماركم سيكون اليوم مع أذان الظهر أو العصر بحسب الحال. وكان الشباب في قريتنا حينها على قسمين: بعضهم ييممون وجهتهم تحت أحد الكباري التي يتسرب من تحتها بقايا من مسيلة وادٍ ينساب بهدوء يهيئون مكانا على مقربة من (الغيل) ويعتمرون (شراشفهم) المبللة ويتعرضون لنسمات الهواء المشبع بالعافية وبعض البرودة ليخفف عنهم شيئا من هجير النهار، لم أنل شرف تلك الرحلات ولكني أدركت القسم الثاني الذين يتجهون نحو جامع (الدرسي) في مدينة صبيا يفترشون أرضياته المكيفة من قبل صلاة الظهر وحتى صلاة العصر تتخللها الصلوات والتسابق في ختم القرآن؛ يعرجون بعدها على السوق تزجية للوقت وليعودوا نحو منازلهم، ببعض ما يليق بسفرة رمضان العامرة وما يأتي من المدينة يكون له نكهة التمدن ولا شك. ولأن الحياة حينها تلزم الناس بمزيد من الجهد والمشقة لاكتساب قوت أيامهم كان الأمر أشبه بتحدي البقاء وإثبات الشجاعة وممارسة التقوى، وحين تغرب الشمس تستقبلنا مساجدنا الصغيرة التي هيأتها أيادي الأولاد والبنات بسور مما تقع عليه أيدينا من الحجارة الصغيرة الملقاة في أفنية المنازل والطرقات القريبة راسمين محرابا غير متساوي الأضلاع وبابا يتسع للمصلين الصغار بسعة حبهم لشهر كل شيء فيه مختلف وجديد. أما الأكبر سنا فيكونون في معية الكبار لينالوا بركة التراويح والدعوات وبعض الأحاديث الجانبية، مفسحين لأنفسهم ليلا ممتدا مع مسامرات وألعاب خلقت لمساءات رمضان الصافية.
يذكر أن والده (رحمه الله) وهو يدربهم على الصوم حين يرى الإعياء قد بلغ منهم مبلغه يقول: الإفطار لمن في أعماركم سيكون اليوم مع أذان الظهر أو العصر بحسب الحال. وكان الشباب في قريتنا حينها على قسمين: بعضهم ييممون وجهتهم تحت أحد الكباري التي يتسرب من تحتها بقايا من مسيلة وادٍ ينساب بهدوء يهيئون مكانا على مقربة من (الغيل) ويعتمرون (شراشفهم) المبللة ويتعرضون لنسمات الهواء المشبع بالعافية وبعض البرودة ليخفف عنهم شيئا من هجير النهار، لم أنل شرف تلك الرحلات ولكني أدركت القسم الثاني الذين يتجهون نحو جامع (الدرسي) في مدينة صبيا يفترشون أرضياته المكيفة من قبل صلاة الظهر وحتى صلاة العصر تتخللها الصلوات والتسابق في ختم القرآن؛ يعرجون بعدها على السوق تزجية للوقت وليعودوا نحو منازلهم، ببعض ما يليق بسفرة رمضان العامرة وما يأتي من المدينة يكون له نكهة التمدن ولا شك. ولأن الحياة حينها تلزم الناس بمزيد من الجهد والمشقة لاكتساب قوت أيامهم كان الأمر أشبه بتحدي البقاء وإثبات الشجاعة وممارسة التقوى، وحين تغرب الشمس تستقبلنا مساجدنا الصغيرة التي هيأتها أيادي الأولاد والبنات بسور مما تقع عليه أيدينا من الحجارة الصغيرة الملقاة في أفنية المنازل والطرقات القريبة راسمين محرابا غير متساوي الأضلاع وبابا يتسع للمصلين الصغار بسعة حبهم لشهر كل شيء فيه مختلف وجديد. أما الأكبر سنا فيكونون في معية الكبار لينالوا بركة التراويح والدعوات وبعض الأحاديث الجانبية، مفسحين لأنفسهم ليلا ممتدا مع مسامرات وألعاب خلقت لمساءات رمضان الصافية.